الإعلان عن تجمع العمل الوطني في الساحل السوري
تم الإعلان يوم الاثنين -8/نيسان/2024- عن تأسيس تجمع العمل الوطني في الساحل السوري من قبل مجموعة من سكان الساحل السوري، مع انضمامه إلى “وثيقة المناطق الثلاث” التي كانت تضم مناطق في محافظات السويداء ودرعا وريف حلب، وفيما بعد انضمت إليه فعاليات منطقة الجولان السوري.
وأكدت بيانات التجمع، أن قرار تأسيسه جاء استناداً إلى نتائج الحوارات الواسعة التي جرت في منطقة الساحل السوري في السنوات الأخيرة، وعلى الشعور بالمسؤولية الأخلاقية والسياسية تجاه الوطن والشعب السوري في جميع أنحاء البلاد.
وأوضحت البيانات أن “تجمع العمل الوطني في الساحل السوري” يضم طيفاً واسعاً من السوريين والسوريات المقيمين داخل سوريا وخارجها، الذين تعاونوا معاً لفترة طويلة قبل الإعلان عن التجمع، بهدف تعزيز الثقة وتعزيز منهجيات العمل الديمقراطي الوطني، والسعي نحو بناء سياسة سورية جديدة ترتكز على أسس عقلانية ومصالح مشتركة.
تضمّن البيان الصادر عن التجمع العديد من النقاط الرئيسية.
- النقطة الأولى، تم الإعلان عن تشكيل تجمع العمل الوطني في الساحل السوري، الذي سيكون مصدراً سورياً وطنياً، يعمل جنباً إلى جنب مع جميع السوريين لتحقيق الحرية والانتقال السياسي.
- النقطة الثانية، فأكدت على تماثل خيارات أبناء الساحل السوري مع خيارات الاجتماع السياسي السوري المشترك، وشددت على ضرورة أن تلتقي طموحات الساحل مع طموحات السوريين الأخرى، مثل الحرية والكرامة والانتقال السياسي، ونبذ تقسيم وتفتيت سوريا بالطريقة التي تمارسها السلطة الحاكمة بشكل ممنهج.
- النقطة الثالثة، فأكدت على الروابط التاريخية العميقة بين أطياف الشعب السوري، مشيرة إلى أن ذاكرة أبناء الساحل أقوى من التوريط الممنهج الذي تعرضوا له، وأكدت على تطلعهم لتحقيق الحرية والكرامة والعدالة، مثل بقية السوريين.
- النقطة الرابعة، أعلن التجمع انضمام الساحل السوري إلى وثيقة المناطق الثلاث، معرباً عن رغبته في استكمال النقاش لانضمام المناطق السورية الأخرى، وذلك استعداداً للبدء بالمرحلة الثانية من هذا المشروع السياسي، الذي يهدف إلى إرجاع السياسة إلى المجتمع وتعزيز المشاركة الوطنية الشاملة، بما يعزز الشفافية ويمنع احتكار السلطة.
*** بيان تجمع العمل الوطني في الساحل السوري ***
إلى أبناء شعبنا السوري العظيم:
إلى أحرار الساحل السوري الأبي:
إلى كلّ من ينشد الحرية والكرامة والعدالة:
نجتمع اليوم، نحن أبناء الساحل السوري، في إطار تجمع العمل الوطني في الساحل السوري، إيماناً منّا بضرورة العمل الجماعي لتحقيق التغيير المنشود في سوريا.
نؤكّد على أنّ خيارات أبناء الساحل السوري هي نفسها خيارات الاجتماع السياسي السوري المشترك. طموحاتنا لا بدّ أن تلتقي مع طموحات السوريين، ومن أهمها:
الحرية والكرامة: نرفض الاستبداد بكافة أشكاله، ونطالب بنظام ديمقراطي يحترم حقوق الإنسان ويضمن حرية التعبير والتجمع والتنظيم.
الانتقال السياسي: نؤمن بضرورة الانتقال السلمي للسلطة من خلال انتخابات حرة ونزيهة، تُعبّر عن إرادة الشعب السوري.
نبذ تطييف سوريا وتفتيتها: نرفض أيّ مشروع يهدف إلى تقسيم سوريا أو تفتيتها على أسس طائفية أو عرقية.
نعلن انضمامنا إلى وثيقة المناطق الثلاث، التي تضمّ مناطق بمحافظات السويداء ودرعا وريف حلب ولاحقاً الجولان السوري.
نؤكّد على أنّنا جزءٌ لا يتجزّأ من الثورة السورية، ونُشاركُ في نضال شعبنا السوري من أجل تحقيق الحرية والكرامة والعدالة.
نُناشدُ جميع أبناء الساحل السوري للانضمام إلى هذا التجمع، وندعو جميع السوريين إلى العمل يداً بيد من أجل بناء سوريا جديدة، سوريا ديمقراطية حرة موحدة.
عاشت سوريا حرة أبية.
تجمع العمل الوطني في الساحل السوري
ملاحظات:
تمّ الإعلان عن تشكيل تجمع العمل الوطني في الساحل السوري في 4 نيسان 2023.
يضمّ التجمع مجموعة من أبناء الساحل السوري من مختلفّ التوجهات السياسية والفكرية.
تهدف وثيقة المناطق الثلاث إلى بناء سوريا ديمقراطية حرة موحدة، على أساس مبادئ المواطنة والعدالة الاجتماعية.
ما هي أهمية الساحل السوري بالنسبة للمعارضة او للنظام؟
منذ وطأت أقدام المعارضه منطقة الشاطئ، لم يَعُد الساحل السوري كما كان في السابق براً آمنا للنظام. فهذا الشاطئ الممتد بطول خمسة وستين كيلومترا على ساحل المتوسط -والذي تحده تركيا من الشمال ولبنان من الجنوب- بقيَ طوال السنوات الثلاث الماضيه بعيداً عن مرمى الحرب إلا أنَّ جبهة الساحل التي فتحتها المعارضه من ريف اللاذقيه الشمالي، غيَّرت بعض الحسابات ونقلت المعركة إلى منطقه كان قد رسم النظام حولها خطاً احمراً.
وجاءت الوقائع المستجدة بأولى المكاسب التي حققتها المعارضه من خلال النفاذ إلى البحر الأبيض المتوسط، كما استفادت أيضاً بالتقدم على جبهات في حماه وادلب وحلب بعد أنْ اضطر النظام إلى سحب تعزيزاته من تلك المناطق إلى جبهة اللاذقيه على الطريق، ومن ثمَّ دخولها إلى الساحل. وبذلك تعتبر المعارضه أنها نجحت بنقل المعركة إلى الحاضنة الشعبية للنظام. كما أنها أصبحت قادرة على زعزعت ثقة أهل الساحل بأنَّ مقدرة آل الأسد لم تعُد كافية لحمايتهم، كما أنها -أيضاً- وجهت ضربة قاضية للفتنة التي أرادها النظام حيال إقامة الدولة العلوية، التي سيكون عمادها الساحل.
وفي رؤية المعارضه للمشهد بعد ما حققته من مكاسب على هذه الجبهة، أنَّها استطاعت تحطيم مفاعيل انتصار النظام في مناطق أخرى. وأصبح موقف المعارضة أكثر قوة في أي مفاوضات محتمله في المستقبل. ولكنْ هناك ثمة رأي آخر في المعارضة بأنها لم تكن متحمسة منذ البداية لفتح هذه الجبهة خشية من تسعير نار المجازر الطائفيه في هشيم الساحل السوري حيث يختلط السنَّة مع باقي الطوائف في غالبية المدن والبلدات. كما يعتبر أصحاب هذا الراي، أنَّ ما هو أهم من سيطرة المعارضة على بعض البلدات، هو تمكنّها من التشيت بمواقع جغرافية جديدة ، تحتاج إلى الحفاظ على تلك المكاسب في منطقة لن يوفر النظام وسيلة لاستعادتها.
ومن تراكم تلك الرؤى والإرهاصات، جاء الاعلان عن تجمع العمل الوطني في الساحل السوري.
تعليقات 1